إن استخدام العربات والمركبات الفضائية 

 ضروري للكشف عن أسرار الكواكب، ويبدوا أن الرحلة إلى الفضاء لا تخلو من مزايا أخرى، ومنها أنها تحول دون التقدم في العمر بالوتيرة التي اعتاد عليها الإنسان على وجه الأرض خصوصا إذا سلمنا بنظرية "ألبرت آينشتاين" التي مفادها أن الزمن يجرى بوتيرة بطيئة في الفضاء، فهل يعنى هذا أن الرحلة إلى الفضاء يمكن أن تطيل عمر الإنسان فعلا ؟


الرحلات الفضائية تبقى المرء شاباً، وفقا لكلام آينشتاين على الأقل، لكن الشرط الرئيسي لهذا أن يتحرك المسافر فقد وجد آينشتاين أن الفترة الزمنية نفسها لا تكون دائما بالطول نفسه، وأن الزمن عند السرعات العالية يمر أبطأ مما هو معتاد لدينا على الأرض وكذلك عملية التقدم في العمر.


 






ابتكر آينشتاين تجربة ذهنية اسمها "مفارقة التوأم" وفيها ينطلق أحد توأمين بشريين في مركبة فضائية عبر الكون بمركبة فضائية تسير بسرعة تقارب سرعة الضوء؛ أي حوالي 300000 كم ثانية، في الوقت الذي يبقى فيه التوأم الثاني على الأرض.

وبعد عامين يعود التوأم من الفضاء ويقابل شقيقه، لقد زاد عمره عامين فقط، بينما عمر شقيقه ثلاثين عاماً خلال نفس الفتة !


إن تطبيق هذا الأمر بسرعة الضوء غير ممكن حتى يومنا هذا، لكن العلماء اختبروا نظرية آينشتاين باستخدام طائرة ركاب عادية وساعتين ذريتين.

وبينما عبرت إحدى الساعتين المحيط الأطلسي ذهاباً وإياباً في الطائرة بقيت الساعة الأخرى على الأرض وبعد الهبوط قورنت الساعتين، ووجد العلماء أن زمن ساعة الطائرة أقل ب 28 نانو ثانية.

والنتيجة أن الساعة المسافرة تسير أبطأ ! ولكن ما هو الوضع لدى البشر في الفضاء ؟


لم يراع آينشتاين سمة مهمة متعلقة بالتقدم بالعمر، مثل الأشعة الكونية وبيولوجيا التقدم في العمر، فالأشعة الكونية تدمر الخلايا البشرية، وهذا يجعل رواد الفضاء يتقدمون في العمر مبكراً، لذا لن يكون الفضاء "نبع الشباب الدائم".


لقد اكتشف هذا الأمر لأول مرة لدى رواد المركبة "أبولو" المتتالين الذين هبطوا علي القمر وتعرضوا خلال مهماتهم لأقوي الإشعاعات، فقد أصيب الكثير منهم لاحقا بمرض "الساد" (مرض الماء الأبيض) وهو أحد أمراض العيون المرتبطة بالشيخوخة، ولكن قبل سبع سنوات من متوسط عمر الإصابة بالمرض.



يعتقد أن الخطر أقل بكثير لدي الرواد في محطة الفضاء، فهم يتحركون علي مدار يقع ضمن المجال المغناطيسي الواقي للأرض، الذي يحرف الأشعة الكونية بعيداً عنها.


إذن الفضاء خارج المجال المغناطيسي الواقي للأرض يسرع في شيخوخة الإنسان، ولذا يجب إيجاد آلية جديدة للوقاية في الرحلات الجديدة إلي القمر أو ما بعده، وإلا فإن مستقبل الرحلات الفضائية سيبدو عجوزاً.
 
Top